عبد الحميد ابن باديس
مقدمة : لقد عانى العالم العربي خلال القرن التاسع عشر الميلادي من ويلات الاحتلال الاوروبي، الذي كان يريد القضاء على الدين الاسلامي، ومحو الشخصية العربية والاسلامية من عقول ابناء الامة ،وكنتيجة لذلك ظهر في العالم العربي دعاة وادباء وشعراء، ساهمو باعمالهم في الدعوة الى تحرر شعوبهم من قيود الاحتلال الاوروبي البغيض،والنهوض بالبلاد العربية نحو التقدم والرقي والازدهار،ومنهم عبد الحميد ابن باديس باعث النهضة الاسلامية والعربية في الجزائر.
مولده واسرته : ولد عبد الحميد بن باديس بمدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري عام 1889،ونشأ في اسرة عريقة معروفة بالعلم والجاه والثراء فكان من اجداده الاولين المكي ابن باديس مؤسسس الدولة الصنهاجية الاولى ،التي خلفت دولة الاغالبة على مملكة القيروان،ومن اسلافه المتاخرين المكي بن باديس،الذي تولى منصب القضاء بقسنطينة. كان ابوه محمد المصطفى بن المكي بن باديس ،صاحب مكانة معروفة في قسنطينة جعلته موضع احترام وتقدير ،من المواطنين والحاكمين وقد شارك في بعض الاعمال الادارية،كعضو في المجلس الجزائري الاعلى،والمجلس العام بقسنطينة.
نشاته وثقافته : لقي عبد الحميد في كنف والده ما يلقاه عادة اول الابناء، من رعاية في الاسرة الكريمة ،قدمه ابوه الى الشيخ محمد المداسي الذي بدأ يلقنه سور القرآن حتى اتم حفظه وإتقانه،وفي 1903 بدأمرحلة جديدة في التعليم على يد الشيخ الونيسي،فاخذ عنه مبادئ العلوم العربية والدينية ،وتاثر بشيخه الونيسي فكان يقول عنه: (وإني لا أذكر وصية أوصاني بها،وعهدا عهد إلي به ،وأذكر أثر ذلك العهد في نفسي ومستقبلي وحياتي وتاريخي كله،فأجدني مدينا لهذا الرجل بمنة لايقوم بها الشكر،فقد شدد علي أن لاأقرب الوظيفة ولا أرضاه ما حييت ،ولا أتخذ علمي مطية لها،كما كان يفعله أمثالي في ذلك الوقت).
عند ما عز م شيخه الونيسي الهجرةالى المدينة المنورة هم بصحبته لكن والده لم يأ ذن له في ذلك.ولما بلغ خمسة عشرة من عمره زوجه ابوه ،وانجبت زوجته مولود اطلق عليه اسم اسماعيل من طرف العائلة ولقبه عبد الحميد بمحمد عبده.
في سنة 1908 سافر عبد الحميد الى تونس ،ليتم دراسته في جا معة الزيتونة وتتلمذ على يد الشيخ محمد النخلي القيرواني ومحمد الطاهر بن عاشور والخضر بن الحسين ونال شهادة الجامعة عام 1911،بقي في تونس سنة بعد تخرجه ،يشتغل بالتدريس .
رحلته الى الحجاز : رجع ابن باديس الى الوطن سنة 1912 ليبدأ عمله مدرسا حرا بلا أجرة في سبيل نشر العلم واللغة والدين .
في الجامع الكبير بقسنطينة بدأيلقي دروسه على الناس ،ولكنه قطع عمله في نفس السنة وسافر الى الحجاز لاداء فريضة الحج.وهناك التقى بشيخه الونيسي وتعرف على الشيخ محمد البشير الابراهيمي، الذي كان قد هاجر مع اسرته الى المدينة النورة،ونشأت بينهما محبة وصداقة وزاد التقارب بينهما فكانا يجتمعان في المدينة المنورة ،كل مساء يتحدثان عن الجزائر وما آل اليه امرها ويرسمان طريق الخلاص لها.
عودته الى الجزائر : كانت رحلة ابن باديس الى الحجاز ذات اثار بعيدة في نفسه،عاد وهو ممتلئ حماسا لمتابعة كفاحه ،متافائل بالنصر وتحقيق الغايات ،لما راى من إهتمام ابناء الجزائر المهاجرين بقضية بلادهم ،وصدقهم في الكفاح الى جواره ،وزاد من عزمه ان بعض من لقيهم من علماء المسلمين شجعه على الرجوع الى الجزائر والعمل على النهوض بها.
اطلع ابن باديس في ملتقى الحج الكبير على احوال المسلمين بصورة عامة ،ومر بمصر قي طريق عودته الى الجزائر ، والتقى ببعض علمائها من امثال الشيخ ((بخيت))الذي يعتبر من اكابر علماء جامع الازهر في ذلك الزمن ،فإستفاد من كل ذلك ، واختمرت في راسه فكرة العمل الاصلاح،واثر وصوله للوطن بدأنشاطه في ميادين
متعددة.
نفس الموضوع كتبه في مدونتي المسماة موقع بلوافي عبدالرحمن بن هيبه.
مقدمة : لقد عانى العالم العربي خلال القرن التاسع عشر الميلادي من ويلات الاحتلال الاوروبي، الذي كان يريد القضاء على الدين الاسلامي، ومحو الشخصية العربية والاسلامية من عقول ابناء الامة ،وكنتيجة لذلك ظهر في العالم العربي دعاة وادباء وشعراء، ساهمو باعمالهم في الدعوة الى تحرر شعوبهم من قيود الاحتلال الاوروبي البغيض،والنهوض بالبلاد العربية نحو التقدم والرقي والازدهار،ومنهم عبد الحميد ابن باديس باعث النهضة الاسلامية والعربية في الجزائر.
مولده واسرته : ولد عبد الحميد بن باديس بمدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري عام 1889،ونشأ في اسرة عريقة معروفة بالعلم والجاه والثراء فكان من اجداده الاولين المكي ابن باديس مؤسسس الدولة الصنهاجية الاولى ،التي خلفت دولة الاغالبة على مملكة القيروان،ومن اسلافه المتاخرين المكي بن باديس،الذي تولى منصب القضاء بقسنطينة. كان ابوه محمد المصطفى بن المكي بن باديس ،صاحب مكانة معروفة في قسنطينة جعلته موضع احترام وتقدير ،من المواطنين والحاكمين وقد شارك في بعض الاعمال الادارية،كعضو في المجلس الجزائري الاعلى،والمجلس العام بقسنطينة.
نشاته وثقافته : لقي عبد الحميد في كنف والده ما يلقاه عادة اول الابناء، من رعاية في الاسرة الكريمة ،قدمه ابوه الى الشيخ محمد المداسي الذي بدأ يلقنه سور القرآن حتى اتم حفظه وإتقانه،وفي 1903 بدأمرحلة جديدة في التعليم على يد الشيخ الونيسي،فاخذ عنه مبادئ العلوم العربية والدينية ،وتاثر بشيخه الونيسي فكان يقول عنه: (وإني لا أذكر وصية أوصاني بها،وعهدا عهد إلي به ،وأذكر أثر ذلك العهد في نفسي ومستقبلي وحياتي وتاريخي كله،فأجدني مدينا لهذا الرجل بمنة لايقوم بها الشكر،فقد شدد علي أن لاأقرب الوظيفة ولا أرضاه ما حييت ،ولا أتخذ علمي مطية لها،كما كان يفعله أمثالي في ذلك الوقت).
عند ما عز م شيخه الونيسي الهجرةالى المدينة المنورة هم بصحبته لكن والده لم يأ ذن له في ذلك.ولما بلغ خمسة عشرة من عمره زوجه ابوه ،وانجبت زوجته مولود اطلق عليه اسم اسماعيل من طرف العائلة ولقبه عبد الحميد بمحمد عبده.
في سنة 1908 سافر عبد الحميد الى تونس ،ليتم دراسته في جا معة الزيتونة وتتلمذ على يد الشيخ محمد النخلي القيرواني ومحمد الطاهر بن عاشور والخضر بن الحسين ونال شهادة الجامعة عام 1911،بقي في تونس سنة بعد تخرجه ،يشتغل بالتدريس .
رحلته الى الحجاز : رجع ابن باديس الى الوطن سنة 1912 ليبدأ عمله مدرسا حرا بلا أجرة في سبيل نشر العلم واللغة والدين .
في الجامع الكبير بقسنطينة بدأيلقي دروسه على الناس ،ولكنه قطع عمله في نفس السنة وسافر الى الحجاز لاداء فريضة الحج.وهناك التقى بشيخه الونيسي وتعرف على الشيخ محمد البشير الابراهيمي، الذي كان قد هاجر مع اسرته الى المدينة النورة،ونشأت بينهما محبة وصداقة وزاد التقارب بينهما فكانا يجتمعان في المدينة المنورة ،كل مساء يتحدثان عن الجزائر وما آل اليه امرها ويرسمان طريق الخلاص لها.
عودته الى الجزائر : كانت رحلة ابن باديس الى الحجاز ذات اثار بعيدة في نفسه،عاد وهو ممتلئ حماسا لمتابعة كفاحه ،متافائل بالنصر وتحقيق الغايات ،لما راى من إهتمام ابناء الجزائر المهاجرين بقضية بلادهم ،وصدقهم في الكفاح الى جواره ،وزاد من عزمه ان بعض من لقيهم من علماء المسلمين شجعه على الرجوع الى الجزائر والعمل على النهوض بها.
اطلع ابن باديس في ملتقى الحج الكبير على احوال المسلمين بصورة عامة ،ومر بمصر قي طريق عودته الى الجزائر ، والتقى ببعض علمائها من امثال الشيخ ((بخيت))الذي يعتبر من اكابر علماء جامع الازهر في ذلك الزمن ،فإستفاد من كل ذلك ، واختمرت في راسه فكرة العمل الاصلاح،واثر وصوله للوطن بدأنشاطه في ميادين
متعددة.
نفس الموضوع كتبه في مدونتي المسماة موقع بلوافي عبدالرحمن بن هيبه.
